بطلان حجية
الآثار
كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق )
دين الغلمان
أولاً : رأي عائشة رضي الله عنها في آثار الغلمان :
الرواية
الأولى : المعجم الكبير للطبراني : (710)- [711 ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ،
أَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ
عَائِشَةُ:
" وَمَا عِلْمُ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَنَسٍ بِأَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا كَانَا غُلامَيْنِ صَغِيرَيْنِ "
.
الرواية
الثانية : أحكام القرآن الكريم للطحاوي : وَقَدْ دَلَّ
عَلَى صِغَرِ أَبِي سَعِيدٍ وَحَدَاثَتِهِ مَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا فِي ذَلِكَ. (313)- [409 ] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ
التَّمِيمِيُّ،
وَحَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " وَمَا عِلْمُ أبَيِ سعَيِدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَإِنَّمَا كَانَا غُلَامَيْنِ صَغِيرَيْنِ .
هاتان
الروايتان أنا على يقين من أنهما صحيحتا السند عند السنيين والسلفيين , ولا يجرؤ
أحد منهم على الطعن في أسانيدهما , وذلك لأنهم متساهلون جداً في التصحيح , وتلك
الأسانيد يبنى عليها الكثير من الأحكام التي جعلوها من أصول دينهم , فهل يجرؤ أحد
منهم على الطعن في تلك الأسانيد ؟
أما
عندي , فلقد وضعت شروطاً في السند كي أقبله , وهي :
1
ـ قوة الرواة ( الضبط ) .
2
ـ أمانة الرواة ( العدل ) .
3
ـ ثبوت تلقي عين الأثر أو صحة التصريح بالسماع .
لذا
لا أقبل أي راو فيه أي جرح من جهة القوة والأمانة , ولا أقبل الآثار المعنعنة
والمؤننة وأي أثر لا يصح فيه التصريح بالسماع , وذلك لأن كل الرواة يدلسون ويرسلون
.
علل سند الرواية الأولى :
1 ـ محمد بن عبد الله الحضرمي (محمد بن عبد الله بن سليمان , مطين , أبو
جعفر ) :
ذكره
أبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم ، وقال : متروك الحديث مجمع
عليه .
وأنكر
موسى بن هارون الحمال عليه أحاديث .
وقال
الذهبي : صنف المسند والتاريخ ، وكان متقنا ، وثقه الناس ، وما أصغوا إلى ابن أبي
شيبة ، وكان محدث الكوفة .
2 ـ منجاب بن الحارث التميمي ( منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن ) , قال
فيه محمد بن عبد الله بن نمير : كان يأخذ كتب الناس فينسخها ويحدث بها.
3 ـ علي بن مسهر القرشي ( علي بن مسهر بن علي بن عمير بن عاصم بن عبيد
بن مسهر )
ذكره
أبو جعفر العقيلي في الضعفاء .
وقال
العقيلى : قال أبو عبد الله ـ يعنى أحمد ـ لما سئل عنه : لا أدرى كيف أقول . قال :
كان قد ذهب بصره فكان يحدثهم من حفظه .
وقال
عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : على بن مسهر صالح الحديث ، أثبت من أبى
معاوية الضرير فى الحديث .
وقال
يحيى : قال عبد الله بن نمير : كان على بن مسهر يجيئنى ، فيسألنى كيف
حديث
كذا ؟ قال يحيى : قال ابن نمير : كان على قد دفن كتبه . قال يحيى : و كان
على
أثبت من ابن نمير .
مرتبته
عند ابن حجر : ثقة له غرائب بعد أن أضر
وقال
مصنفو تحرير تقريب التهذيب : قوله له غرائب بعد أن أضر لو لم يذكره لكان أحسن .
4
ـ هشام بن عروة وهو يدلس عن أبيه .
5
ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .
ــــــــــــــــــــــــــ
علل الرواية الثانية :
علل السند الأول :
1
ـ المنجاب بن الحارث التميمي , وقد تقدم ذكره .
2
ـ علي بن مسهر , وقد تقدم ذكره .
3
ـ هشام بن عروة , وقد تقدم ذكره .
4
ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .
علل السند الثاني :
1
ـ علي بن مسهر , وقد تقدم ذكره .
2
ـ هشام بن عروة , وقد تقدم ذكره .
3
ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسؤال
: إذا كنتم تصححون تلك الأسانيد فكيف تقبلون بآثار هؤلاء الغلمان وتطرحون قول
عائشة رضي الله عنها ؟
ما
حكم من يقلد عائشة عندكم ويرد كل آثار هؤلاء الغلمان ؟ هل هو كافر أم ضال أم مبتدع
أم عدو للدين أم منكر لمعلوم من الدين بالضرورة ؟
وبعيداً
عن الأثرين ألا تعلمون أن ابن عباس وأنس وأبا سعيد الخدري كانوا صغاراً ؟
هل
تصح صحبتهم ؟
هل
الرجل الكبير يصاحب الغلمان ؟
هل
الصحبة عندكم هي الرؤية أو السماع ؟
أنتم
حرفتم اللسان العربي كما حرفتم دين الله تعالى .
هل
يصح تحمل هؤلاء الغلمان ؟
لقد
روى أبو سعيد الخدري 1389 حديثاً .
ولقد
روى أنس بن مالك 3618 حديثاً .
ولقد
روى عبد الله بن عباس 3835 حديثاً , فضلاً عن أن تلميذه عكرمة كذاب .
والله
إن مذهباً قائم على آراء الغلمان هو مذهب باطل .
والله
لو كان ما يروونه حقاً لكان أولى الناس به أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
.
والسؤال
: كم سمع ابن عباس من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ألم
يكن بمكة ؟
ألم
يعترف السنيون والسلفيون أنه سمع فقط عدة أحاديث ؟
قال
ابن القيم أن ابن عباس لم يبلغ ما سمعه من النبي عشرين حديثا .( الوابل الصيب 77 )
, بينما يرى الآمدي أن ابن عباس لم يسمع من النبي سوى أربعة أحاديث . ( كتاب الإحكام
, 2/ 78، 180 ) .
ومع
التسليم أنه سمع عشرين حديثاً ألم يسمع من النبي بعد فتح مكة , وكان غلاماً صغيراً
؟
فكيف
يروي هذا الكم الهائل من الآثار ؟
وكيف
يقبل المقلدون تلك الآثار دون تبين أو تدبر أو تفكر ؟
وكيف
غالت الفرق الضالة في الغلمان حتى جعلوهم من الصحابة بل ومن كبار الصحابة ؟
وكيف
غالت الفرق الضالة في الغلمان حتى قدمت آثارهم على كلام الله تعالى , بل ونسخت
كتاب الله تعالى بتلك الآثار ؟
مثال
على ضلال الغلمان وتحريفهم لدين الله تعالى :
أثر
الشِّعرة ( أثر الإسراء والمعراج ) :
ألا
يعلم المحققون أن أنس بن مالك هو الذي روى هذا الأثر ؟
ألا
يعلم العقلاء أنه رواه عن مالك بن صعصعة وهو مدني مجهول ؟
ألا
يعلم العقلاء أن هذا الأثر يلغي آيات الصلاة في القرآن , حتى قال المفسرون المحرفون
وكل آيات الصلاة في القرآن منسوخة بحديث الإسراء ؟
انظروا
رسالتي : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده .
ألا
يعلم العقلاء أن هذا الأثر منكر المتن ؟
وهل
الرسول به علقة أو دودة سوداء في قلبه ؟
وهل
قلوبنا تحتوي على تلك العلقة أو الدودة ؟
وهل
يعيش الإنسان بعد استخراج قلبه ودون توصيل جسده بالقلب الصناعي ؟
وهل
كتم النبي صلى الله عليه وسلم العلم عن الصحابة ثم اختار هذا المجهول ليقص عليه
هذا الأثر ؟
وهل
ما رأى أثر المخيط في صدر النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنس بن مالك ؟
وهل
أنس بن مالك تخصص آثار شق صدر أو قلب مفتوح ؟
ألا
يعلم العقلاء أن هذا الأثر مضطرب المتن ؟
فتارة
يكون شق الصدر في الصغر وتارة عند البعثة وتارة عند الإسراء .
ثم
يأتي أئمة التوفيق والتلفيق ويقولون : لا تعارض لأن شق الصدر حدث ثلاث مرات , وكأن
هذا النبي يحتاج دوماً إلى شق صدر وتطهير قلبه .
إن
الفرق الضالة تقبل في الطعن في نبيها ولا تقبل تخطئة الغلمان أو البخاري أو مسلم .
كما
يوجد اضطرابات أخرى مذكورة بالتفصيل في تحقيقي لهذا الأأثر المكذوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً : أنس بن مالك يعدل نفسه :
هل
إذا ادعى أحد أنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه كان صاحبه صدقناه ؟
وهل
يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لغلام قد اطلع على عورات النساء أن يخدمه ؟
وكيف
يسمح له بخدمته بعد بلوغه ؟
وهل
النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى خدمة ؟
هل
كان يعيش في قصور ؟
ثم
لا يلبث المدعي أن ينشر سمومه التي لم يروها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ,
ولكن المشكلة في المقلدين والمغفلين الذين يتلقفون الآثار وينسخون بها كتاب الله دون
تبين أو تدبر أو تفكر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً : تدليس أنس بن مالك :
وقال
حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس بن مالك : حدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم . فقال رجل : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضب غضبا شديدا ، و قال : ( والله ما كل ما
نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ولا
يتهم بعضنا بعضا ) . أخبرنا بذلك أبو الحسن على بن أحمد ابن البخارى ، و أحمد بن
شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن
محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى ، قال
أخبرنا الحسن بن على الجوهرى ، قال : أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر
الخرقى ، قال : حدثنا جعفر بن محمد
الفريابى ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامى ، قال : حدثنا حماد بن
سلمة . فذكره . انتهى .
ورواياته
شاهده على تدليسه , مثل حديث الشِّعرة ( مسرحية المعراج ) فلقد رواها عن النبي صلى
الله عليه وسلم تارة ورواها عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم تارة
أخرى , وهما مدنيان ولم يكونا حاضرين وقت الإسراء , فضلاً عن صغر سن أنس وقتها
وجهالة مالك بن صعصعة .
فحديث
الشِّعرة ( أثر الإسراء المعراج ) قد رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه
وسلم , ومن المعلوم أن حادثة الإسراء قيل أنها وقعت قبل الهجرة بعام أو أكثر ,
وأنس بن مالك مدني وليس مكياً , أي أنه لم يكن حاضراً , فضلاً عن أنه كان صغير
السن وقتها .
وبجمع
روايات هذا الأثر الباطل يتبين أنه سمعه من مالك بن صعصعة المدني المجهول , ولقد
أسقط اسمه في الكثير من الروايات .
وقال
حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس بن مالك : حدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم . فقال رجل : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضب غضبا شديدا ،
و قال : و الله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; و لكن
كان يحدث بعضنا بعضا و لا يتهم بعضنا بعضا . انتهى .
أخبرنا
بذلك أبو الحسن على بن أحمد ابن البخارى ، و أحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال :
أخبرنا القاضى أبو بكر محمد ابن عبد
الباقى الأنصارى ، قال أخبرنا الحسن بن على الجوهرى ، قال : أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقى ،
قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابى ، قال
: حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامى ، قال : حدثنا حماد بن سلمة . فذكره . انتهى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعاً : أنس بن مالك أكثر أهل المدينة مالاً :
وكيف
يروي أنس عن نفسه أنه أصبح أكثر أهل المدينة مالاً ؟
وهل
يجوز لأحد أن يمتلك مالاً يزيد عن حاجته في وجود فقير أو جائع ؟
انظر
رسالتي : كتاب النفقات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامساً : أنس بن مالك كان أكولاً :
و
قال عمرو بن دينار ، عن أبى جعفر محمد بن على : رأيت أنس بن مالك أبرص ، و به وضح
شديد ، و رأيته يأكل فيلقم لقما كبارا . انتهى .
ومن
المعلوم العلاقة العكسية بين البطنة والعقل , والسؤال : أين من يريدون الزهد
وينهون هن البطنة والتخمة ؟ هذا سيدكم وإمامكم الذي قدمتم كلامه على كلام الله
تعالى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سادساً : اختلاط أنس بن مالك أو كذبه وتحريفه :
أنس
بن مالك هو آخر الصحابة موتاً عن السنيين .
قال
البخارى فى " التاريخ الكبير " : قال لى نصر بن على : أخبرنا نوح بن قيس
، عن خالد بن قيس ، عن قتادة : لما مات أنس بن مالك ، قال مورق : ذهب اليوم نصف
العلم . قيل : كيف ذاك يا أبا المعتمر ؟ قال : كان الرجل من أهل الأهواء ، إذا
خالفنا فى الحديث ، قلنا : تعال إلى من سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم .
وقال
أبو نعيم الحلبى : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : سمعت أنس بن مالك
يقول : ما بقى أحد ممن صلى القبلتين غيرى .
قال
أبو نعيم : والقبلتين بالمدينة ، بطرف الحرة ، قبلة إلى بيت المقدس ، وقبلة إلى
الكعبة .
وقال
على ابن المدينى : آخر من بقى بالبصرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، أنس بن مالك .
وقال
محمد بن سعد ، عن على بن محمد ، عن شعبة ، عن موسى السنبلانى : أتيت أنس بن مالك ،
فقلت : أنت آخر من بقى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال قد بقى قوم من
الأعراب ، فأما من أصحابه ، فأنا آخر من بقى . انتهى
والسؤال
: إذا كان أنس بن مالك يخرج من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه من صفة
المصاحبة , فهو يرى أنه ليس كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه ومات
على الإسلام صحابياً , والسؤال : كيف تزعمون أن كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه
وسلم أو سمعه ومات على الإسلام صحابياً ؟
الشاهد
لقد عمِّر أنس بن مالك حتى اختلط أو عمِّر حتى مات كبار الصحابة وأمن على نفسه
فبدأ في نشر سمومه التي هدمت الدين وحرفته ونسخت كتاب الله تعالى .
ولقد
روي عن أبي حنيفة أنّه سئل فقيل له: إذا قلت قولاً، وكان كتاب الله تعالى يخالف
قولك؟ قال: أترك قولي بكتاب الله تعالى، فقيل: إذا كان خبر الرسول يخالف قولك؟
قال: أترك قولي بخبر الرسول، فقيل: إذا كان قول الصحابة يخالف قولك؟ فقال: أترك
قولي بقول الصحابي، فقيل له: إذا كان قول التابعين يخالف قولك؟ قال: إذا كان
التابعي رجلاً فأنا رجل. ثمّ قال: أترك قولي بجميع قول الصحابة إلاّ ثلاثة منهم:
أبو هريرة وأنس ابن مالك وسمرة بن جندب. قال الفقيه أبو جعفر الهندواني : إنّما لم
يترك قوله بقول هؤلاء الثلاثة لأنّهم مطعونون» . انتهى .
وقد روى محمّد بن سليمان الكفوي في (كتائب الأعلام) كلام أبي حنيفة حيث قال ـ بعد نقل كلام الصدر الشهيد في بيان وجه ترك أبي حنيفة أنس بن مالك وأبا هريرة وعدم تقليدهما ـ وأمّا سمرة فما وجدت في نسختي ثمّ ظفرت في روضة الزندويستي في الباب السابع والتسعين في فضل الصحابة قال فيه: وتقليد الصحابة يجوز أم لا؟ قال علماؤنا: في ظاهر الاُصول يجوز، وأقاويل جميع الصحابة حجّة نعمل بها، حتّى روي عن أبي حنيفة أنّه سئل فقيل له: إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالف قولك؟ قال: أترك قولي بكتاب الله وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم. فقيل: إذا كان قول الصّحابة يخالف قولك؟ قال: أترك قولي بقول الصحابة. فقيل: إذا كان قول التابعين يخالف قولك؟ قال: هم رجال ونحن رجال. ثمّ قال أبو حنيفة رحمه الله: أترك قولي بقول الصحابة، إلاّ بقول ثلاثة منهم: أبو هريرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب.
قال الفقيه أبو جعفر الهندواني: وإنّما لم يترك قوله بقول هؤلاء الثلاثة، لأنّهم مطعونون» . انتهى .
وقال
الكفوي في كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب نعمان المختار: «قال الصدر الشهيد
أيضاً: عن أبي حنيفة روايتان: الأوّل: أنّه قال اُقلّد من كان من القضاة المفتين
من الصحابة، لقوله: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، وقد اجتمع في حقّهما
القضاء والفتوى، فمن كان بمثابتهما مثل: عثمان وعلي والعبادلة الثلاثة وزيد بن
ثابت ومعاذ بن جبل وغيرهم ممّن كان في معناهم، فاُقلّدهم ولا أستجيز خلافهم برأيي،
وخرج عن هذا جماعة منهم: أبو أمامة وسهل بن سعد الساعدي وأبو حميد الساعدي والبراء
بن عازب وغيرهم. والثاني: قال: اُقلّد جميع الصحابة، ولا أستيجز خلافهم برأيي إلاّ
ثلاثة نفر: أنس بن مالك وأبو هريرة وسمرة بن جندب. فقيل له في ذلك. فقال: أمّا أنس
فقد بلغني أنّه اختلط عقله في آخر عمره، وكان يستفتي من علقمة، وأنا لا اُقلّد
علقمة، فكيف اُقلّد من يستفتي من علقمة؟» . انتهى .
وأنا
لا يهمني صحة ما روي عن أبي حنيفة , لأن أنس بن مالك قد عمّر , ومن عمر فقد اختلط
, قال تعالى : " وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا
يَعْقِلُونَ " [يس : 68] , وقال تعالى : " وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ
يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا
يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ " [النحل :
70] , وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ
الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ
عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ
لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ
عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ "
[الحج : 5] , وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ
جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا
وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ " [الروم :
54]
وعلى
الفرق الضالة أن تقر باختلاط أنس بن مالك أو كذبه , فإما أن مختلط أو أنه كذاب ,
لأن من ينسخ كتاب الله هو كذاب , ومن روى آثاراً لم يروها كبار الصحابة هو كذاب .
وعلى
الفرق الضالة ألا تقدم على قول الله تعالى أي قول ولو كان لكبار الصحابة وليس لثلة
من الغلمان
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق