الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

من الأحق بالكفر ؟ هل الذي يكفر بحجية آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين , أم الذي يكفر بالقرآن ؟

بطلان حجية الآثار

من الأحق بالكفر ؟ هل الذي يكفر بحجية آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين , أم الذي يكفر بالقرآن ؟

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم مُؤْنِس ( الخميس ) , 2 من محرم 1437 هـ , 15 / 10 / 2015 م .

لقد كفرني الأثريون في مناظراتي السابقة , وتوعدني بعضهم بالقتل , بينما حكم علي بعضهم بجهنم , واتهموني وسبوني ولم يتأدبوا بآداب الخلاف التي أمرنا الله بها مع المسلمين أو أهل الكتاب أو المشركين , وذلك كله لأني أنكرت حجية الآثار .

وعندي لهم بعض الأسئلة التي ستبين بطلان مذهبهم .

السؤال الأول  : ما دليلكم على كفر من أنكر حجية الآثار ؟

يقول بعض الأثريين : توجد بعض الآيات التي تدل على حجية الآثار , وإن إنكار حجية الآثار هو كفر بتلك الآيات .

وأقول : لا توجد آية واحدة تدل على حجية الآثار , وما استدل ضال بدليل على باطله , إلا وكان هذا الدليل حجة عليه .

وسأذكر فيما يلي الآيات التي يحرفون معناها لكي يستدلون بها على مذهبهم الضال :

1 ـ قال الله : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [آل عمران : 31]

والسؤال : هل سيتبع النبي غير القرآن ؟ هل سيتبع هواه ؟

إن النبي سيتبع القرآن , ولن يتبع هواه .

قال الله : " وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف : 203]

قال الله : " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس : 15]

قال الله : " فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) " ( طه ) .

قال الله : " إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ " [يس : 11]

قال الله : " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) " ( الأعراف ) .

قال الله : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " [الكهف : 28]

لذا فمن اتبع النبي سيتبع القرآن

قال الله : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]

قال الله : " وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " [الزمر : 55]

وأحسن ما أنزل هو القرآن .

قال الله : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [الزمر : 23]

قال الله : " وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي " [طه : 90]

والسؤال : هل اتباع هارون هو اتباع لآثار هارون أم اتباع للتوراة ؟

لا يوجد شيء اسمه آثار موسى وهارون وعيسى , وما أمرهم الله إلا باتباع كتبهم والحكم بها والعمل بما فيها .


2 ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [النساء : 59]

والسؤال : هل الرسول يحلل ويحرم ؟ هل الرسول يأمر بما ليس في القرآن ؟ هل الرسول ينهى عن المعروف المبين في القرآن ؟ لا , بل إن النبي جاء حاكماً بالقرآن ولم يأمر إلا بالمعروف .

إن الرسول يقود الناس بالقرآن , ولم يخرج عنه , قال الله : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الممتحنة : 12]

كذلك الحال مع ولي الأمر , فهل ولي الأمر سيشرع من دون الله ؟

إن الله أمرنا الله بطاعة ولي الأمر الذي يحكم بكتاب الله , فإذا خرج ولي الأمر عن كتاب الله لا تجوز طاعته , بل يجب الخروج عليه .


3 ـ قال الله " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) " ( النجم )

وأقول : هل المقصود القرآن فقط أم القرآن والآثار القولية والعملية ؟

سيقول النبتدعة : بل المقصود القرآت والآثار القولية والعملية .

والسؤال : إذاً كل الآثار القولية والعملية هي وحي يوحى ؟

سيقول المبتدعة : نعم .

وأقول : أنتم تناقضون أنفسكم أيها الأثريون , أين تدبركم وتفكركم ؟ أين عقولكم ؟

تفسرون الآية تفسيراً باطلاً لتدخلوا الآثار القولية والعملية , ومن ثم تحتجون بها وتقولون أنها كلها وحي  .

والسؤال : ما بالكم تخطِّئون النبي في آثار كثيرة منها تلقيح ( تأبير ) النخل , والأسرى , وأنه هو الذي عبس , وأنه يغضب فيسب ويلعن من لا يستحق السب أو اللعن ؟

إن كانت الآثار وحياً فكيف يكون الوحي خطأ ؟

سؤال : هل أقوال موسى وأفعاله وحي يوحى ؟

التوراة فقط هي الوحي .

أما أقوال موسى وأفعاله فليست معصومة , فلقد قتل نفساً بغير نفس , فهل كان ذلك وحياً ؟

ألا يعلم من قال بأن كل أقوال وأفعال الأنبياء وحي معصوم أنه قد كفر بأكثر من آية , وخالف مذهبه وناقض نفسه ؟

4 ـ قال الله : " ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " . ( الحشر : 7 ) .

وأقول : إن الفهم المأخوذ من أثر النامصة والمتنمصة المكذوب هو فهم باطل .

انظر مدونتي الخاصة بالآثار الموضوعة , فصل : الانقطاع بين إبراهيم النخعي وعلقمة بن قيس النخعي وأثره على أصول الدين عند السنيين والسلفيين

وإذا لم يعلم أحد المعنى فليكمل الآية ولينظر إلى السياق وليرد الآية إلى المحكمات

قال الله : " وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) " ( الحشر ) .

إن الله يتكلم عن الفيء , ومن أراد أن يقول أن الآية عامة فله ذلك , ولكن ليجب على الأسئلة التالية :

هل آتانا الرسول بغير القرآن ؟

هل يأمر الرسول بغير كتاب الله ؟

ألا يحكم النبي بكتاب الله ؟

هل كتاب الله كاف كامل تام ؟

هل كتاب الله مبين ومفصل في نفسه ؟

هل كتاب الله تبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟

هل كتاب الله ناسخ لما سواه ؟

هل جاء النبي مخالفاً للقرآن ولاغياً لآياته ؟

ــــــــــــــــــــــــ

ويقول البعض : أنه توجد آثار كثيرة تفيد حجية الآثار , ومن أنكر تلك الآثار فهو كافر .

وأقول : برغم عدم حجية الآثار وعدم جمعها أو حفظها فلا يوجد أثر واحد صحيح السند في تلك الآثار المزعومة , ولقد حققتها وثبت لي بطلان أسانيها ومتونها , بل إن الإيمان بتلك الآثار هو كفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه وبيانه وتفصيله في نفسه وتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين وأنه ناسخ لما سواه , إن الإيمان بتلك الآثار هو كفر بالكثير من الآيات تحت مسمى نسخ آثار المغفلين والمدلسين لها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويقول البعض : أن الآثار مبينة للقرآن وإن رد الآثار معناه تحريف معاني القرآن , وهذا كفر .

وأقول : بل إن الكفر هو الزعم بان القرآن مبهم وتوجد آثار تبين مبهماته المزعومة .

إن القرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين , ومن قال غير ذلك فقد كفر .

فضلاً عن أمر آخر , إن شبهتهم هذه من قبيل الجدال وتلبيس إبليس , فهم يعلمون أن معاني القرآن محرفة عندهم وأن آثارهم وأقوال شيوخهم هي التي قد حرفت معاني القرآن .

ولقد سمعت من أبي إسحاق الحويني أنه قال : ( ولكن دخل التحريف في تأويله ) . انتهى .

والسؤال : ما بالهم يزعمون بعد ذلك أن المعنى لم يحرف عندهم ؟ وما بالهم يزعمون أن آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين هي التي تحفظ معانيه , برغم من تناقضها وكثرة الأكاذيب فيها وبرغم أنها هي السبب في تحريف التأويل عندهم ؟

وما بالهم يزعمون أن القرآن مبهم ويحتاج إلى ما يبينه ؟ أليس ذلك تكذيب بالآيات التي تدل على أن القرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟

إن تحريف المعنى جاء بسبب الزعم بأن القرآن مبهم ولا بد من الركون إلى أقوال شياطين الإنس والجن لمعرفة معانيه , وهذا بالرغم من بيانه وتفصيله في نفسه .

والخلاصة : إذا قال لك عاطل أو دجال اتبعني لأبين لك معاني القرآن , وأسرد لك الآثار المبينة لمبهمات القرآن , فقل له : وهل القرآن مبهم حتى تبينه ؟ هل القرآن مبين ومفصل في نفسه أم لا ؟ هل تكفر بالآيات التي تدل على أن القرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟ هل تكفر بأن القرآن قد أنزله الله بلسان عربي مبين ؟ وهل أنا أعجمي ؟ هل أحتاج إلى من يبين لي معنى قول الله : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [الفاتحة : 2] ؟ وهل تكفر برد المتشابه إلى المحكم ؟ هل تكفر برد المجمل إلى المبين ؟ هل تستطيع أن تأتي لي بأسانيد صحيحة للآثار المبينة لمبهمات القرآن المزعومة ؟ ثم سله عن معنى الحروف المقطعة , فلو كانت توجد آثار مبينة حقاً لكانت توجد آثار تبين الحروف المقطعة من باب أولى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويقول البعض : أن إنكار حجية الآثار هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة , لذا فهو كفر .

وأقول : ليست الآثار من أصول الدين أو فروعه , بل إن ردها هو الذي من أصول الدين .

فضلاً عن أنه لا يوجد دليل على كفر من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة , فقد يكون جاهلاً أو خاطئاً أو متأولاً أو مكرهاً أو بعقله شيء .

بل إن روايات الأثريين ترد هذه الشبهة , إذ دخل الرجل الذي أسرف على نفسه الجنة برغم ظنه أن الله تعالى لن يقدر على جمع ما تبقى منه .

والسؤال : أليس هذا الظن كفراً ؟ أليس إنكاراً لمعلوم من الدين بالضرورة عندكم ؟ فما بالكم قد أدخلتموه الجنة وكفرتموني وحكمتم علي بجهنم ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الثاني : أليست مسألة حجية الآثار مسألة خلافية ؟

كيف تقولون لا إنكار في المسائل الخلافية ثم تخالفون مذهبكم ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الثالث : سنفترض أنكم على صواب وأن الآثار مجموعة محفوظة وأن لها حجة ـ بالرغم من جنون هذا الافتراض ـ ألا يعذر المتأول عندكم ؟

أليس من قال بعدم حجيتها قد استدل بآيات على ما يقول ؟

أليس من قال بعدم حجيتها قد تدبر وتفكر في النصوص وخلص إلى عدم حجيتها ؟

أليس من قال بعدم حجيتها قد نظر إلى حال الآثار فوجدها مخالفة ولاغية ( ناسخة ) للقرآن ومكملة لنواقصه المزعومة ومبينة لمبهماته المزعومة , ومن ثم خلص إلى بطلانها ؟

أليس من قال بعدم حجيتها قد وضع شروطاً لقبول  الآثار , وعندما حقق وجد أن الرواة هم طائفة من المغفلين والمدلسين والوضاعين , وإن تصحيح روايات هؤلاء أو الزعم بأن الله قد حفظ الآثار بهؤلاء هو اتهام لرب العالمين بسوء اختيار حفظة الآثار إن كان يريد حفظها كما تزعمون ؟

لقد وضعت شروطاً لقبول الأثر وعند التحقيق والتزامي بتلك الشروط لم يصح عندي إلى الآن أي أثر , فإن كفرتموني فكفروا البخاري ومسلم وعلي بن المديني لأنهم ردوا الكثير من الآثار لأنها لا توافق شروطهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الرابع : ما هو حد إنكار الآثار الذي إذا وصل إليه أحد يكون كافراً , مع ذكر الدليل ؟

هل يكفر من رد أثراً واحداً ؟

إذاً كل الناس كفرة , لأن المحدثين يختلفون فيما بينهم في صحة الآثار , والأثر الصحيح عند فلان هو باطل عند علان .

والبخاري ومسلم وعلي بن المديني كفرة عندكم لأنهم ردوا الكثير من الآثار لأنها لا توافق شروطهم .

وأحمد بن حنبل كافر عندكم لأنه قد رد أثراً يدعو إلى الخروج على ولي الأمر , في حين أن أئمتكم يصححونه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ "، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ ". قال عبد الله بن أحمد: وقَالَ أَبِي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: اضْرِبْ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ خِلَافُ الْأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي قَوْلَهُ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَاصْبِرُوا " . ( مسند أحمد بن حنبل ) .

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ لِي أَبِي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: اضْرِبْ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ خِلافُ الأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: قَوْلَهُ، صلى الله عليه وسلم : " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا "، وَهَذَا مَعَ ثِقَةِ رِجَالِ إِسْنَادِهِ حِينَ شَذَّ لَفْظُهُ عَنِ الأَحَادِيثِ الْمَشَاهِيرِ، أَمَرَ بِالضَّرْبِ عَلَيْهِ، فَكَانَ عَلَى مَا قُلْنَاهُ آخِرَ مَا ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مُخْتَصَرًا . ( طبقات الشافعية الكبرى , السبكي ) .

قَالَ الْمَرُّوذِيُّ: وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ حَدِيثٌ رَدِيءٌ يَحْتَجُّ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ . ( جزء العاشر من المنتخب , عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة ) .

تنبيه : برغم عدم حجية الآثار أقول : إن الآثار التي تفيد النهي عن الخروج على ولي الأمر هي آثار باطلة السند منكرة المتن مخالفة لكتاب الله , ولقد حققتها في رسالتي القول الفصل في الخروج على ولي الأمر .

والسؤال : ماذا لو قلت هذا الأثر رديء مخالف لكتاب الله ؟

هل ستكفرني ؟

هل يكفر من رد آثار السنيين ؟

إذاً كل الشيعة كفرة , والسؤال : كيف تتلقون العلم والروايات من كفرة فالكثير من رواة الآثار من الشيعة ؟

هل يكفر من رد آثار الشيعة ؟

إذاً كل السنيين كفرة , والسؤال : كيف تتلقون العلم والروايات من كفرة فالكثير من رواة الآثار من السنيين ؟

هل يكفر من رد الآثار التي اتفق عليها البخاري ومسلم ؟

إذاً سيكفر الكثير , فالبخاري ومسلم مدلسان , وتوجد آثار قد اتفقا عليها هي باطلة السند بمقاييس الأثريين , وليس بمقياسي أنا .

هل سيكفر من رد أثراً قد أجمعت عليه الأمة ؟

الأمة لم تجمع على الآثار , فضلاً عن أن الإجماع ليس بحجة .


ـــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الخامس : من الكافر من باب أولى ؟ من الأحق بالكفر ؟ هل الذي يكفر بحجية آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين أم الذي يكفر بالقرآن ؟

أتكفِّرون من أنكر حجية الآثار ولا تكفرون من يكفر بالقرآن ؟

هل يكفر من يؤمن بكفاية القرآن وكماله وتمامه وبيانه وتفصيله في نفسه وتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين وأنه ناسخ لما سواه ؟

هل يكفر من يؤمن بالكتاب كله ؟

أم يكفر من يؤمن بأن القرآن ليس بكاف أو كامل أو تام , وأنه مبهم غير مبين أو مفصل في نفسه , وأنه ليس بتبيان أو تفصيل لكل أمور الدين , وأن الكثير من آياته منسوخة بالآثار ؟

قال الله : " ... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة : 85]

قال الله : " كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) " ( الحجر ) .

قال الله : " فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) " ( يونس ) .

قال الله : " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ " [الروم : 10]

قال الله : " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) " ( الأعراف ) .

قال الله : " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [الجمعة : 5]

ــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال السادس : هل يجوز قتل من أنكر حجية الآثار ؟

من أنكر حجية الآثار هو مستمسك بكتاب الله معتصم به متبع له حاكماً به , لذا لا يجوز لجاهل أن يتعرض له .

وسنفترض أنه كافر , فلا يجوز قتله لأنه مسالم وليس محارباً , ولو يجوز قتل الكافر المسالم لكان أولى الناس بالقتل هو من كفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه وبيانه وتفصيله في نفسه وتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين وأنه ناسخ لما سواه .

ولكن لا يجوز قتله , قال الله : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [البقرة : 256]

قال الله : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " [يونس : 99]

أعلم أن الأثريين قد كفروا بالآيات السابقة وقدموا عليها آثار شياطين الإنس والجن التي تفيد قتل المرتد , ثم جعلوا المرتد هو من يكفر بمذهبهم الضال وليس من ارتد عن الإسلام .

انظر : مدونة محمد الأنور ( بطلان حد الردة ) .
http://mohammedelmadany7.blogspot.com.eg/

وأسأل الله أن يرزقني الشهادة أنا وأهلي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال السابع : هل يجوز التألي على الله والحكم على الناس بجهنم ؟

لا يجوز , والعجيب أن روايات الأثريين تحرم ذلك , فما بالهم لا يستمسكون بآثارهم التي يدافعون عن حجيتها ؟ هل يكفرون بها ثم يطالبوننا بالإيمان بها ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الثامن : هل يجوز سب واتهام المخالف والافتراء عليه ؟

لا يجوز .

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [المائدة : 2]

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " [المائدة : 8]

هل تكفرون بالآيات السابقة ؟ أم ما زلتم تنتظرون تحريم سب واتهام المخالف والافتراء عليه من ابن جني وابن خروف وابن حجر وابن بطة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال التاسع : لماذا لا تتأدبون بآداب الخلاف ؟

أتكفرون بآيات الله التي تأمر بآداب الخلاف ؟

قال الله : " قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " [سبأ : 24]

وقال الله : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " [العنكبوت : 46]

وقال الله : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) " ( فصلت ) .

وقال الله : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) " ( المؤمنون ) .

وقال الله : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [الفرقان : 63]

وقال الله : " إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) " ( الأعراف ) .

فلقد أمرنا الله بالإعراض عن الجاهلين , وفي الآية التالية يأمرنا بالإعراض عمن تولى عن الذكر .

قال الله : " فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " [النجم : 29]

إذاً من تولى عن الذكر وقدم عليه آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين فهو جاهل .

وأنا أعلم أن الأثريين قد كفروا بالآيات السابقة وآمنوا بآثار شياطين الإنس والجن , مثل أثر "امصص بظر اللات" ( صحيح البخاري المدلس ) . وأثر "فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" ( مسند أحمد , السنن الكبرى للنسائي , صحيح ابن حبان ) .

ولقد اختلفت مع الكثير من الفرق الضالة فما وجدت أسوأ خلقاً ولا أكذب من السلفي , لأنه يتقرب إلى الله بهذا الخلق السيئ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


والخلاصة :

إن الإيمان بالآثار هو كفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه وبيانه وتفصيله في نفسه وتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين وأنه ناسخ لما سواه .

إن الإيمان بالآثار هو كفر بالكثير من الآيات تحت مسمى نسخ آثار المغفلين والمدلسين لها .

إن من أنكر آية أو كفر بحجيتها أو عطل حكمها فهو كافر .

إن الإيمان بالآثار كفر لأنه يتهم الله بإساءة اختيار حفظة الآثار وهو يريد حفظها كما يزعم الأثريون .

إن الإيمان بالآثار كفر لأنه يتهم الله بالعجز عن جمعها أو حفظها , أين ذهبت الصحيفة الصادقة المزعومة ؟

إن الإيمان بالآثار كفر لأنه يتهم الله بالتعسير والتشدد علينا وعدم الرحمة بنا حيث لم يجمع الآثار أو يحفظها ثم أمرنا باتباعها .

إن الإيمان بالآثار كفر لأنه يكذب الآيات التي تفيد بأن شرعنا أيسر من شرع من قبلنا , ولقد أمر الله الأمم السابقة باتباع الكتاب المنزل , فهل يأمرنا باتباع آلاف الكتب ويا ليت أنها صحيحة ؟

وأخيراً أقول : عليك أن تختار بين سبيلين لا ثالث لهما :

إما الإيمان بالكتاب كله وأنه كاف كامل تام مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين وأنه ناسخ لما سواه .

أو الكفر به , والكفر ببيانه وتفصيله في نفسه , والكفر بتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين , والكفر بآياته تحت مسمى نسخ آثار شياطين الإنس والجن لها .

قال الله : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) " ( الأنعام ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق