كتب : محمد الأنور ( تبيين الحق , أبو عبد الله المدني )
هل الآثار تنسخ شرع من قبلنا ؟
لقد نشرت هذا الفصل في يوم الجمعة، 27 فبراير، 2015 , في مدونتي بطلان نسخ
القرآن شرعاً وعقلاً , وآثرت كتابتها هنا أيضاً .
السؤال : هل الآثار تنسخ
شرع من قبلنا ؟
أو بمعنى أصح هل آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين تلغي شرع من قبلنا ؟
أقصد بشرع من قبلنا شرع الأنبياء السابقين الثابت في القرآن , وليس المقصود
ما ذكر عنهم في كتب أهل الكتاب الحالية .
إن الله تعالى هو الذي شرع الشرائع السابقة كما شرع لنا شرعنا , فالرب واحد
والدين واحد وهو الإسلام , ومن المعلوم أن الله تعالى قد أمرنا باتباع شرع من
قبلنا .
قال تعالى :
" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ
خَلِيلًا " [النساء : 125]
وقال تعالى
: " ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " [النحل : 123]
وقال تعالى
: " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " [الأنعام :
161]
وقال تعالى : " ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)
أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ
يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا
بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ
(90) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ
مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا
وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا
آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ
أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) " ( الأنعام )
.
الشاهد قوله
تعالى : " فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ "
وقال تعالى
: " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا
تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ
مَنْ يُنِيبُ " [الشورى : 13] .
وإذا وجد
أثر يلغي شرع من قبلنا الثابت في القرآن فإنه سيلغي آيات تأمر باتياع شرع من قبلنا
, وهذا باطل , لأن الله تعالى لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ليلغي كتاب
الله تعالى .
أما إذا
وجدت بعض الآيات تخالف شرع من قبلنا فهذا دليل على نسخ شرعنا لشرع من قبلنا في هذه
المسائل وعدم جواز التعبد به .
مثل :قوله
تعالى : " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ
أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " [البقرة : 54]
فلقد كانت
التوبة عندهم بقتل أنفسهم , ولقد نسخ الله تعالى هذا الحكم وخفف علينا وفرض علينا
الاستغفار والتوبة بدلاً من القتل .
قال تعالى :
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر : 53]
وذلك كما
جاء عيسى عليه السلام مصدقاً لما بين يديه من التوراة وليحل لبني إسرائيل بعض الذي
حرم عليهم , وهذا نسخ .
قال تعالى :
" وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " [آل عمران : 50]
والناسخ
سيكون في الإنجيل نفسه وليس في آثار الحواريين التي يروونها عن عيسى عليه السلام ,
فليس عندهم سنة لعيسى عليه السلام , ولم يأمرهم الله تعالى إلا باتباع الإنجيل .
قال تعالى :
" وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً
لِلْمُتَّقِينَ " [المائدة : 46]
ولقد جاء
النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب مصدق لما بين يديه .
قال تعالى :
" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ
بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " [المائدة : 48]
وقال تعالى
: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ
أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " [النساء : 47]
كما جاء
بالتخفيف ورفع الإصر والأغلال , وهذا نسخ .
قال تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا
مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا
حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا
طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ
مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 286]
قال تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ
مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]
وخلاصة
الأمر أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا , وأن المسائل التي يخالف فيها
شرعنا شرع من قبلنا , سنجد فيها أن شرعنا قد نسخ الإصر والأغلال فيها , أي أن
شرعنا في تلك المسائل قد جاء بالتخفيف وليس التعسير
والسؤال : هل
خالف شرعنا شرع من قبلنا في الصلاة ؟
لا , فشرعنا
وشرع من قبلنا متفقان على صلاة الفجر( بالغدو ) وصلاة العشاء ( بالعشي ) وصلاة
التهجد ( بالليل ) , أما أثر الشِّعرة ( مسرحية المعراج ) والذي يلزم بخمس صلوات
فهو موضوع .
كما أن
شرعنا إذا نسخ شرع من قبلنا فإنه ينسخه للتخفيف وليس للتعسير .
والسؤال الآخر :
هل خالف شرعنا شرع من قبلنا في التصوير ؟
لم يرد في
القرآن ما يحرم الصور أو التماثيل , ومن ثم فهي مباحة , لأن الأصل في الأشياء الحل
ما لم يأت دليل بتحريمة .
ولقد وردت
عدة آثار تحرم التصوير , وبدون تحقيق نقول أن هذه الآثار موضوعة , وذلك لأنها مخالفة
لشرع من قبلنا , فضلاً عن أن القرآن كامل ولم يحرم التصوير وقبول تلك الروايات
معناها أن القرآن ناقص وهذه الآثار تكمله , وهذا كفر , لأنه تكذيب لآيات اتباع
القرآن والآيات التي تصف القرآن بالكمال والتمام .
فهذا شرع من
قبلنا :
قال تعالى :
" وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ
وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ
بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ
السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ
وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا
وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) " ( سبأ ) .
وقال تعالى
: " وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا
تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " [آل عمران : 49]
وقال تعالى
: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي
عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ
كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ " [المائدة :
110]
فالمحرم هو
عبادة التماثيل وليس صنعها , قال تعالى : " وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ
رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
" ( الأنبياء ) .
والمحرم هو
ادعاء الخلق وليس نسبته إلى الله تعالى .
قال تعالى
في عيسى عليه السلام : " وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي
قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ
وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ
وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ
اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) " (
آل عمران )
فلم يزعم
عيسى عليه السلام أنه هو الخالق بل قال "بإذن الله" , وقال في الآية رقم
50 " إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ
مُسْتَقِيمٌ " .
وأختم هذه
الرسالة بنصيحتي إليكم : لا تتبعوا السلفيين
فمنذ سنوات
عندما كنت سلفياً كنت أستمع إلى مصطفى بن العدوي وأحضر له محاضراته , وسمعته وقد
سئل عن الجوالات التي فيها كاميرات فنهى عنها وعن الصور , فعمدت إلى صوري فأحرقتها
.
وأقول : لقد
كان بعض هذه الصور أثمن عندي من عقول الكثير من السنيين والسلفيين والأزهرية ,
فلقد كانت عبارة عن ذكرياتي وأنا طفل في بلاد الحرمين مع أبي ـ رحمه الله ـ وأمي
وأخي .
وأقول :
ليتني ما سمعت مصطفى بن العدوي وما رأيته , وما صليت معه الغسق أو العتمة .
والسؤال :
إذا كانت الصور محرمة فلماذا لم تذكر في القرآن ؟
هل القرآن
ناقص ؟
إذا كانت
الصور محرمة فكيف كانت مباحة في شرع من قبلنا ؟
أليس الرب
واحداً والدين واحداً ؟
أليس شرعنا
قد جاء بالتخفيف وليس التعسير ؟
أليس تحريم
التصوير يعد تضييقاً وتعسيراً ؟
وإذا كانت
الصور محرمة فلماذا يتصور أئمة السلفيين ؟
كيف يقبلون
بتصويرهم في اللقاءات وفي البرامج ؟
ألا يعلمون
أن الآلة التي أمامهم هي كاميرا للتصوير ؟
بل وجدت أئمة
السلفيين ودعاتهم يتصورورن مع بعضهم سيلفي وبنيو لوك , فهلا حللتم لنا ما حللتموه
على أنفسكم أو حرمتم على أنفسكم ما حرمتموه علينا ؟
لقد ذكرني
ذلك بما قاله طارق السويدان , فلقد قال : ( شيخ سلفي بعث لي بحثاً من تأليفه في
حرمة التصوير وفي أول البحث اسمه وصورته ) انتهى .
والسؤال :
هل السلفية والحمق وجهان لعملة واحدة ؟
هل رجع
مصطفى بن العدوي عن فتواه بعد هذه السنوات وأباح الجوالات التي بكاميرا وأباح
التصوير ؟
إذا كان قد
رجع عن إفتائه بغير علم وأباح الصور فهل يستطيع أن يصلح ما أفسده وأن يرد إلي صوري
؟
إن من أخطاء
السنيين والسلفيين ما ليس لها حل أو دواء .
ورغم حبي
إلى مصطفى بن العدوي إلى الآن لكني أقول : الحق أحب إلي منه ومن غيره , والحق أحق
أن يتبع , لذا أحذر الناس من السلفيين والأزهرية وغيرهم مما تركوا القرآن وعمدوا
إلى آثار المدلسين والمغفلين والوضاعين , ونسخوا الصحيح بالباطل .
أي إنسان
يريد أن يعترض فليجب على الأسئلة السابقة وليجب على السؤال التالي :
هل أحرقت
صورك أم لا ؟
إذا كنت لم
تحرقها فلماذا تعترض على كلامي ؟
إذا كنت
مصدقاً للسلفيين وتظن أن الصور حرام فلماذا لم تحرقها ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد
لله , وصلى الله على النبي وسلم تسليماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق