بطلان حجية الآثار
كتب محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق )
هؤلاء هم اليهود
والنصارى والقراء والمعقدون والمفسرون والمحدثون والفقهاء
قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ
اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ
شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ
وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ
يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا
تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى
شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ
ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ
ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) " ( آل عمران ) .
تنبيه : قال
تعالى : " ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "(آل عمران : 103) , والسؤال : هل
نحن في حاجة إلى شيوخ أو رجال دين أو كهنة أو محدثين أو مفسرين أو فقهاء أو أهل
عقيدة بعدما بيَّن الله تعالى لنا الآيات ؟
من كان يظن أن الله تعالى لم يبين الآيات في القرآن فهو كافر بالآية أو لا
يهندي .
نرجع إلى الآيات :
إن أهل الكتاب هم من أنزل الله تعالى عليهم كتاباً , فاليهود والنصارى والمسلمون
من أهل كتاب .
وتلك الضلالات المذكورة في الآيات تتوفر في اليهود والنصارى
والكثير من المسلمين , ونريد أن نعلم مَن مِن المسلمين تتوفر فيه هذه الضلالات حتى
لا نطعه ؟
قال تعالى : " وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ
وَبِهِ يَعْدِلُونَ " [الأعراف : 181]
أي أنه ليس كل المسلمين يكفرون بآيات الله ويصدون عن سبيله ويبغونها عوجاً
.
وليس كل المسلمين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات .
وليس كل المسلمين كفروا بعد إيمانهم .
والسؤال : مَن مِن المسلمين يكفر بآيات الله ؟
مَن مِن المسلمين يصد عن سبيله ويبغيها عوجاً ؟
مَن مِن المسلمين إذا أطعناهم كفرنا بآيات الله ؟
مَن مِن المسلمين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات ؟
مَن مِن المسلمين كفروا بعد إيمانهم ؟
إن هذه الصفات تتوفر في القراء وأهل العقيدة والمفسرين والمحدثين والفقهاء
.
فبدعة القراءات بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وهي تحريف لكتاب الله ,
ولقد اختلف القراء فيما بينهم وتفرقوا من بعد ما جاءتهم البينات , وكفروا بأن
القرآن له تلاوة واحدة فقط .
وكان الصواب أن يتبينوا ويردوا الحكم إلى الله حتى يخرجوا بالتلاوة الصحيحة
, ولكنهم أصروا على خطئهم , ثم جاء المقلدون فجعلوا ضلالاتهم وتحريفاتهم ديناً
وعلماً , ثم ادعوا الإجماع عليه , رغم أن القراء كانوا يتنازعون فيما بينهم ولم
يجمعوا على أن القراءات صحيحة .
فضلاً عن أنهم يؤمنون بنسخ التلاوة , لذا نراهم يقولون : العرضة الأخيرة .
أما علم العقيدة ( أسميه علم الإيمان ) عند الفرق الضالة ففيه الكثير مما
يخالف القرآن , لأنه قائم على آثار باطلة , وتحريفات وأفهام من لا عقل له .
ولقد تفرق أهل العقيدة ( أسميهم المعقدين ) واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات , بل اتهموا
بعضاً بالكفر والفسوق والابتداع . وكل فرقة ضالة منهم تزعم أنها هي الفرقة الناجية
المنصورة الوحيدة , أما بقية الفرق فهي ضالة نارية , رغم أن أثر الفرق باطل سنداً
ومنكر متناً .
فضلاً عن أن أهل العقيدة يكفرون بآيات الله تعالى تحت مسمى النسخ , فهو من
الأصول عندهم .
وكذلك أهل التفسير والحديث والفقه , فكل فرقة منهم تفرقت واختلفت من بعد ما
جائتهم البينات , وكفرت بآيات الله تحت مسمى النسخ .
فضلاً عن تفرق واختلاف وتنازع كل فرقة مع الفرق الأخرى .
والسؤال : علام يدل الاختلاف الذي بينهم ؟
إنهم على ضلال وتحريف , فلقد آمنوا بالموضوعات ثم اختلفوا فيها .
قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء :
82]
فسبب الاختلاف الذي بينهم أنهم آمنوا بما ليس من عند الله فاختلفوا فيه ,
لأنه أصلاً متناقض متعارض مع الحق وهو القرآن فضلاً عن تعارض تلك الآثار فيما
بينها وتعارض روايات الأثر الواحد , بل آمنوا بأقوال شيوخهم وجعلوا من الدين ,
وهذا ظاهر عند القراء وعند أهل العقيدة وعند الفقهاء وعند المفسرين .
ولو اعتصموا بالكتاب ما تفرقوا وما اختلفوا وماتنازعوا , وما قبلوا الكفر
بآياته تحت مسمى النسخ , وما جعلوا أقوال الخلق ديناً .
والسؤال : ماذا نصنع حتى نهتدي إلى الصراط المستقيم ؟
الإجابة : الاعتصام بالله .
الخلاصة : يجب الإيمان بآيات الله , يحرم الصد عن سبيل الله وابتغؤها عوجاً
, تحرم طاعة هؤلاء الكفرة , يجب الاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرق , ذكر نعمة
الأخوة والنجاة من النار , وجوب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر .
وأؤكد : لا تطيعوهم فتكفرون مثلهم , وهل أصابوا الحق حتى تقلدوهم ؟ وهل
تمسكوا بكتاب ربنا حتى تتبعوهم ؟ وهل اتفقوا حتى تسمعوا لهم ؟
ماذا فعلوا لدين الله حتى تلهثوا وراءهم وتقبلوا أيديهم وأرجلهم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله , وصلى
الله على النبي وسلم تسليماً
تسلم يا استاذنا
ردحذف