بطلان حجية
الآثار
كتب محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :
أسئلة لمن يزعم
أن الذكر المبيِّن هو الآثار
قال
تعالى : " الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا
وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا
أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ
مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي
نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا
بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ
الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ
الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ
(13) " ( الحجر ) .
هل
سياق الآيات يفيد بأن الذكر هو القرآن أم لا ؟
ألا
تؤمن بأن الله تعالى قد أخذ عهداً على نفسه بجمع وحفظ القرآن فقط وأن الآثار محرفة
غير مجموعة ؟
ألا
تؤمن بأن القرآن مبين ومفصل في نفسه , ومن ثم لا يحتاج إلى تبيين أو تفصيل من
خارجه ؟
ألا
تؤمن بأن الله قد بيِّن آياته وحدوده وأحكامه في القرآن نفسه ؟
ألا
تؤمن برد المتشابه إلى المحكم وليس إلى الآثار ؟
ألا
تؤمن بأن آيات الله بينات ومبينات ومفصلات ومن ثم لا تحتاج إلى ما يبينها أو
يفصلها ؟
ألا
تؤمن بأن القرآن تبيان وتفصيل لكل شيء ومن ثم فهو الذكر المبيِّن ؟
هل
القرآن مبهم ومجمل عندك ؟
هل
توجد عندك آثار صحيحة السند تفسر مبهمات القرآن المزعومة ؟
والله
ما حققت أثراً في تبيين القرآن إلا وكان باطلاً فضلاً عن أنه يعارض القرآن ويصنع
شبهات ضد الإسلام ؟
هل
شدد الله تعالى علينا أم خفف ؟
هل
تظن أن الله تعالى أمر الأمم السابقة باتباع الكتاب المنزل فقط ثم أمرنا باتباع
الكتاب المنزل واتباع آلاف الكتب المتناثرة المليئة بالمكذوبات ؟
هل
تستطيع الأمة جمع الآثار أو استخراج الصحيح منها ؟
ألا
تؤمن بأن تبيين النبي هو إظهار وكشف ما كتمه وأخفاه أهل الكتاب مما أنزل ؟
إن
لم تؤمن بما سبق فقد كفرت بكثير من الآيات , وإليك الرد في سورة الحجر نفسها :
قال
تعالى : " كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا
الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا
يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ
صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ
السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) " (
الحجر ) .
وفي
غيرها من السور :
قال
تعالى : " .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا
اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة : 85]
قال
تعالى : " وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ
أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)
" ( الرعد ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله ,
والصلاة والسلام على رسول الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق