بطلان حجية الآثار
كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني ,
تبيين الحق ) :
بطلان آثار الزيادة عن السلام
إن الله قد أمرنا في كتابه بالسلام :
قال تعالى : " قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ
عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ "
[النمل : 59]
لقد أمر الله تعالى النبي بأن يقول الحمد لله وسلام على
عباده الذين اصطفى , ومن المعلوم أن أمر النبي هو أمر للعامة ما لم يأت دليل
الخصوص , لذا فنحن مأمورون بذلك أيضاً .
وقال تعالى : " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا
إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ
جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ " [هود : 69]
وقال تعالى : " وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ
إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا
مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ
عَلِيمٍ (53) " ( الحجر ) .
وقال تعالى : " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ
إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا
قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) " ( الذاريات ) .
وقال الله على لسان عيسى : " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " [مريم : 33]
وقال تعالى : " وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى
نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الأنعام : 54]
وقال الله : " فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا
رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ
جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى "
[طه : 47]
وقال تعالى : " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ
وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ
بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا
دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [النور : 61]
وقال تعالى : " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ
فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ حَسِيبًا " [النساء : 86]
وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ
أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرًا " [النساء : 94]
وقال تعالى : " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا
أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ
شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ
فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ
الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ
إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ
وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) " ( مريم ) .
وقال تعالى : " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ
خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يَا رَبِّ
إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) " ( الزخرف ) .
وقال تعالى : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ
يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا
سَلَامًا " [الفرقان : 63]
وقال تعالى : " وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ
أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " [القصص : 55]
ولكن الفرق الضالة قد أتت بآثار تزيد عن السلام بالرحمة
والبركة والمغفرة والرضوان , وكأن القرآن ناقص , ورغم أن كلمة السلام تشمل ذلك
وتزيد عليه , فضلاً عن بطلان أسانيد تلك الآثار .
وقد يقال إن الله تعالى قال على لسان الملائكة : " قَالُوا
أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ
أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " [هود : 73]
والسؤال : هل هذا سلام ؟
وهل أمرنا الله بذلك عند اللقاء ؟
أليست الزيادة عن السلام مخالفة لآثاركم التي تصححونها ؟
عن رَجُل مَنْ بَنِي
عَامِرٍ، " أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ
فِي بَيْتٍ، فَقَالَ: أَلِجُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ: اخْرُجْ
إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ قُلْ: السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ ؟، فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ،
أَأَدْخُلُ؟، فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ
" ( سنن أبي داود ) .
أين
رحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه في الأثر السابق ؟
وأكتفي بالروايات التالية لآثار الزيادة عن السلام ,
ففيها الكفاية :
الرواية الأولى
: الأدب المفرد للبخاري : (980)-
[986] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ
بْنِ زَيْدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي
مَجْلِسٍ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: " عَشْرُ حَسَنَاتٍ
"، فَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ،
فَقَالَ: " عِشْرُونَ حَسَنَةً "، فَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: "
ثَلاثُونَ حَسَنَةً "، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يُسَلِّمْ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا أَوْشَكَ
مَا نَسِيَ صَاحِبُكُمْ، إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ،
فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، وَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ، مَا
الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ " .
علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ يعقوب بن زيد القرشي ( يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد
الله بن أبي مليكة ) , قال فيه أبو حاتم الرازي : ليس به بأس ، شيخ لا يحتج به ) ,
وقال فيه محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( قليل الحديث ) .
3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري
، صاحب أبي هريرة ) , ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( عداده في أهل المدينة ،
اختلط قبل موته بأربع سنين ) ، ومرة : ( في سماع المتأخرين عنه الأوهام الكثيرة )
.
وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة تغير قبل موته بأربع
سنين ) ، وقال في هدي الساري : ( مجمع على ثقته ) .
وقال ابن عبد البر الأندلسي : ( اختلط قبل وفاته بأربع
سنين ) .
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : ( تغير واختلط قبل موته
يقال بأربع سنين ) .
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( ثقة كثير الحديث لكنه
كبر وبقى حتى اختلط قبل موته بأربع سنين ) .
بينما قال الذهبي : ( صاحب أبي هريرة وابن صاحبه ثقة حجة
شاخ ووقع في الهرم ولم يختلط ، وما أحد أخذ عنه في الاختلاط ) .
قلت ـ محمد الأنور ـ
وكلام الذهبي باطل حتى أنه معارض لبعضه كيف لم يختلط وفي نفس الوقت لم يأخذ
أحد عنه في الاختلاط ؟
4 ـ أبو هريرة , وهو مدلس ومتهم , ولم يكن من صحابة
النبي , ولم يكن من السابقين أو المهاجرين أو الأنصار ولقد تأخر إسلامه فأسلم عام
خيبر , فضلاً عن أنه توفي سنة 57 من الهجرة , وهذا يدل على صغر سنة على عهد النبي
, وإن الرجل الكبير لا يصاحب من أصغر منه بعقود .
.
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
الرواية الثانية
: السفر الثاني من تاريخ ابن أبي خيثمة : (1681)- [2488
]
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ
بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ أَبُو
ذَرٍّ،: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَقَالَ: " وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ،
مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ. قَالَ
عَفَّانُ: أَرَى سُلَيْمَانَ قَالَ: وَضَعَهَا عَلَى جَبْهَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ:
كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ .
علل السند :
1 ـ عفان بن مسلم الباهلي ( عفان بن مسلم بن عبد الله , أبو عثمان
) , وهو مغفل , يهم , يصل المرسل , ويرفع الموقوف , ويرسل , وقد تغير قبل موته
بأشهر , وهو عندي ضعيف خاصة في شعبة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد .
2
ـ عبد الله بن الصامت الغفاري , وهو لم يوثق التوثيق المعتبر .
3
ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة بالسماع .
تنبيه 1 : حميد بن هلال العدوي ( حميد بن هلال بن هبيرة
) , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , وكان محمد بن سيرين لا يرضاه , وقال أبو حاتم الرازي : ( ثقة ) ، وقد بين أبو حاتم الرازي سبب أن ابن سيرين
لا يرضاه لأنه دخل في شيء من عمل السلطان , وقال ابن حجر في التقريب : ثقة عالم
توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السلطان ، وقال في هدي الساري : وقد احتج به
الجماعة .
والسؤال : أين وبركاته ؟ لماذا لم يقلها النبي ؟
هل زهد النبي في العشر حسنات ؟
إن النبي أولى الناس بالمسارعة إلى الأعمال الصالحة .
تنبيه 2 : موسى بن إسماعيل التبوذكي , قال فيه عبد
الرحمن بن يوسف بن خراش : تكلم الناس فيه وهو صدوق .
الرواية الثالثة
: السنن الكبرى للنسائي : (9747)-
[10097] أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ،
فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فَقَالَ: " عَشْرٌ " ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ،
فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " عِشْرُونَ " ثُمَّ جَلَسَ،
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:
" ثَلاثُونَ " .
علل السند :
1 ـ محمد بن كثير العبدي , قال فيه أبو داود السجستاني : كان لا
يحفظ , وقال أحمد بن عبد الله العجلي : ضعيف , وقال عبد الباقي بن قانع البغدادي :
ضعيف , وقال يحيى بن معين : لا تكتبوا عنه ، لم يكن بالثقة .
2
ـ جعفر بن سليمان الضبعي , وهو شيعي , قال فيه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ( روى
أحاديث منكرة ، وهو ثقة متماسك ، وكان أميا لا يكتب ) , وذكره أبو بكر البيهقي في
السنن الكبرى ، وقال : ( فيه نظر ) , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , وقال
أحمد بن سنان القطان : ( أنا أستثقل حديثه ) , وقال البخاري : ( كان أميا ، يخالف
في بعض حديثه ) , وقال بشار عواد : ( وثقه جماعة من العلماء ، وضعفه ابن القطان
وغيره ، فيه تشيع ، وله ما ينكر ، فتشيعه عليه ، ومناكيره تطرح ، وأحاديثه الجيدة
تقبل إن شاء الله تعالى ) , وقال سليمان بن حرب الأزدي : ( لا يكتب حديثه ) , وكان
عبد الرجمن بن مهدي : لا ينشط لحديثه , وذكره علي بن المديني في سؤالات عثمان بن
محمد بن أبي شيبة ، وقال : ( ثقة عندنا ) ، وقال أيضاً : ( أكثر عن ثابت وكتب
مراسيل وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ) , وقال أبو
الفتح الأزدي : ( كان فيه تحامل على بعض السلف وكان لا يكذب في الحديث ويؤخذ عنه
الزهد والرقائق وأما الحديث فعامة حديثه عن ثابت وغيره فيه نظر ومنكر ) , وقال
محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( ثقة وبه ضعف وكان يتشيع ) , وقال محمد بن عبد الله
بن عمار الموصلي : ( ضعيف ) , وكان يحيى بن سعيد القطان لا يروي عنه وكان يستضعفه
, وقال يزيد بن زريع العيشي : ( من أتى جعفر بن سليمان الضبعي وعبد الوارث التنوري
فلا يقربني ) .
3
ـ أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي (عمران بن تيم ) , قال فيه ابن عبد البر الأندلسي : ( ثقة وفيه
غفلة وكانت له عبادة ) , وقال فيه أبو حاتم الرازي : ( جاهلي فر من النبي صلي الله
عليه وسلم ثم أسلم بعد الفتح ) ..
4 ـ عمران بن حصين , وهو ليس من الصحابة , فلقد توفي عام
52 من الهجرة وهذا يدل على صغر سنه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم , وإن الرجل
الكبير لا يصاحب من هو أصغر منه بعدة عقود , وعمران لم يكن من المهاجرين أو
الأنصار أو السابقين , فقد تأخر إسلامه وأسلم عام خيبر مع أبي هريرة .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
تنبيه : عوف بن أبي جميلة الأعرابي ( عوف بن بندويه ) , كان شيعياً قدرياً , وقال فيه محمد بن بشار
العبدي : كان قدريا رافضيا شيطانا ) , وقال محمد بن عبد الله المخرمي : ( والله ما
رضي عوف ببدعة واحدة حتي كانت فيه بدعتان قدري شيعي ) .
الرواية الرابعة
: سنن الدارمي : (2559)- [2640] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ
عَلَيْهِ وَقَالَ: " عَشْرٌ ". ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
" عِشْرُونَ ". ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: "
ثَلَاثُونَ " .
علل السند : مثلما سبق .
الرواية الخامسة
: سنن أبي داود : (4523)- [5195] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: " جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ،
فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : عَشْرٌ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: عِشْرُونَ، ثُمَّ جَاءَ
آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ
عَلَيْهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: ثَلَاثُونَ "، حَدَّثَنَا إِسْحَاق
بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ:
أَظُنُّ أَنِّي سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَاهُ، زَادَ ثُمَّ أَتَى آخَرُ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، فَقَالَ:
أَرْبَعُونَ، قَالَ: هَكَذَا تَكُونُ الْفَضَائِلُ .
علل السند الأول : كما سبق .
علل السند الثاني :
1 ـ شك ابن أبي مريم , حيث قال : أَظُنُّ أَنِّي
سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ يَزِيدَ
2 ـ أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون المعافري , وهو ضعيف
الحديث .
3 ـ سهل بن معاذ الجهني , وهو ضعيف الحديث .
الرواية السادسة
: جامع الترمذي : (2632)- [2689] حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرِيرِيُّ
البلخي، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "
عَشْرٌ "، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "
عِشْرُونَ "، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "
ثَلَاثُونَ "، قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وفي الباب عن عَلِيٍّ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَسَهْلِ
بْنِ حُنَيْفٍ .
علل السند الأول :
1 ـ محمد بن كثير العبدي , كما سبق .
2
ـ جعفر بن سليمان الضبعي , كما سبق .
3
ـ أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي (عمران بن تيم ) , كما سبق .
4 ـ عمران بن حصين , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
علل السند الثاني :
1 ـ الحسين بن محمد الجريري البلخي ( حسين بن محمد بن
جعفر بن جرير ) , ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الضعفاء , وقال ابن حجر في التقريب : مستور , وقال الخطيب البغدادي
: مجهول , وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء .
2 ـ محمد بن كثير العبدي , كما سبق .
3
ـ جعفر بن سليمان الضبعي , كما سبق .
4
ـ أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي (عمران بن تيم ) , كما سبق .
5 ـ عمران بن حصين , كما سبق .
6 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
الرواية السابعة
: مسند أحمد بن حنبل : (19501)- [19445] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ،
فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: " عَشْرٌ " ثُمَّ جَاءَ آخَرُ،
فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ
جَلَسَ، فَقَالَ: " عِشْرُونَ " ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ،
فَقَالَ " ثَلَاثُونَ "، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَن أَبِي
رَجَاءٍ مُرْسَلًا، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُ .
علل السند الأول :
1 ـ محمد بن كثير العبدي , كما سبق .
2
ـ جعفر بن سليمان الضبعي , كما سبق .
3
ـ أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي (عمران بن تيم ) , كما سبق .
4 ـ عمران بن حصين , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
علل السند الثاني :
1 ـ هوذة بن خليفة الثقفي , لم يوثق التوثيق المعتبر ,
بل قال فيه يحيى بن معين : ( هوذة عن عوف ضعيف ) ، وقال أيضاً : ( لم يكن بالمحمود
) .
2
ـ أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي (عمران بن تيم ) , كما سبق .
3
ـ الإرسال .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , حيث لم يصرح بعض الرواة
بالسماع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق