بطلان حجية الآثار
كتب : محمد الأنور ( أبو عبد
الله المدني , تبيين الحق ) :
عدم الانشغال عن القرآن بالآثار
أولاً : لقد أمرنا الله
بالتمسك بالقرآن والاعتصام به وتلاوته وتدبره والحكم به والعمل بما فيه :
قال
الله : " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " [الأعراف : 170]
قال
الله : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ
وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ " [الرعد : 37]
قال
الله : " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا
أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ " [الأنعام : 151]
قال
الله : " وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ
لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا " [الكهف : 27]
قال
الله : " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ
أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " [العنكبوت : 45]
قال
الله : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " [ص : 29]
قال
الله : " أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ
آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ " [المؤمنون : 68]
قال
الله : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ
اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]
قال
تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ
مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ
إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) " ( محمد ) .
والسؤال : هل الله أمرنا بالتمسك بالآثار أو الاعتصام
بها أو تلاوتها أو تدبرها أو الحكم والعمل بما فيها ؟
هل يجوز الانشغال عن القرآن بالآثار ؟
ثانياً : خالد بن الوليد منعه الجهاد عن كثير من قراءة القرآن :
روي عن خالد بن الوليد أن قال : " قَدْ
مَنَعَنِي كَثِيرًا مِنَ الْقِرَاءَةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " . ( فضائل
الصحابة لأحمد بن حنبل , مصنف ابن أبي شيبة واللفظ له , مسند أبي يعلي الموصلي ,
تاريخ دمشق لابن عساكر ) .
وروي عن خالد بن الوليد أن قال : " مَا
لَيْلَةٌ تُهْدَى إِلَيَّ فِيهَا عَرُوسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ، أَوْ أُبَشَّرُ
فِيهَا بِغُلامٍ، بِأَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةٍ الْجَلِيدِ فِي
سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أُصَبِّحُ بِهَا الْعَدُوَّ " . ( فضائل
الصحابة لأحمد بن حنبل واللفظ له , مصنف ابن أبي شيبة , مسند أبي يعلي الموصلي ,
تاريخ دمشق لابن عساكر ) .
أي أن خالد بن الوليد لم ينشغل عن كل القراءة , فلم
يقرأ القرآن قط , بل انشغل عن كثير من القراءة .
وأن الذي شغله عن الكثير من قراءة القرآن هو الجهاد
وليس الآثار , والجهاد مبين في القرآن فهو من الحكم بالقرآن , والسؤال : أين من
يزعمون اتباع السلف ؟ لماذا لا تتأسون بخالد بن الوليد ؟ لماذا لا تنشغلون عن
الكثير من تلاوة القرآن إلا بما هو مبين في القرآن ؟
ثالثاً : ابن تيمية يندم على تضييع أوقاته في غير
معاني القرآن :
وقال ابن تيمية في سجن القلعة
الذي مات فيه : ( قَدْ فتح اللَّه عَلِي فِي هذه المرة من معاني الْقُرْآن، ومن
أصول العلم بأشياء، كَانَ كثير من الْعُلَمَاء يتمنونها، وندمت عَلَى تضييع
أَكْثَر أوقاتي فِي غَيْر معاني الْقُرْآن ) . ( ذيل طبقات الحنابلة , ابن رجب
الحنبلي ) .
والسؤال : لماذا لا تتأسون
بإمامكم الذي لقبتموه بشيخ الإسلام ؟
لقد قضى عمره في الاستدلال
بالآثار في الرد على الفرق الضالة الذي هو منها , ولكن في آخر حياته علم أنه قد
ضيع أكثر أوقاته في غير معاني القرآن , وندم على ذلك .
فهل تريدون أن تسلكوا طريقه
ثم تندمون في آخر حياتكم ؟
إن العاقل من يتعلم من أخطاء
غيره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق