بطلان حجية الآثار
كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني ,
تبيين الحق ) :
بطلان أثر اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ
يزعم الأثريون
أن النبي قد أذن بكتابة خطبة الوداع لأبي شاه , وأقول رغم بطلان سند ومتن هذا الأثر
إلا أنه حجة على الفرق الضالة ولكنهم لا يتفكرون , حيث يستدلون بما يهدم مذهيهم , فلو
سلمنا جدلاً بصحة هذا الأثر فإن متنه حجة على الأثريين أنفسهم , فهذا الأثر في فتح
مكة أي أنه في آخر حياة النبي , والسؤال : إذا أمر النبي بالكتابة في آخر حياته
فكم أثراً سيكتب ؟ ولمن أمر بالكتابة ؟ وهل أمر بالكتابة لغيره ؟ وماذا سيكتب له
؟ هل سيكتب له كل الآثار أم سيكتب له هذه الخطبة فقط ؟
هذا الأثر
يزعم أن النبي أمر بالكتابة لأبي شاه ففي الأثر : ( اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ ) ,
وبمفهوم المخالفة : ( لا تكتبوا لغير أبي شاه ) .
فضلاً عن أن
الرواة ذكروا في نفس الأثر أن هذه الخطبة فقط هي الوحيدة التي كتبت , وذلك كما يلي
: فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: ( أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ، قَالَ: كَتَبَ
لَهُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ ) ( صحيح البخاري ) ,
قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: ( مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ) (صحيح البخاري ) , قَالَ الْوَلِيدُ: ( فَقُلْتُ
لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )
( صحيح مسلم ) .
والسؤال : كيف
تدلس الفرق الضالة على العوام ويستدلون بهذا الأثر على كتابة الآثار ؟
وفيما يلي
روايات هذا الأثر المكذوب , ولقد اخترت الروايات التالية , ففيها الكفاية :
الرواية
الأولى : صحيح البخاري : (110)-
[112] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا
مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ
بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ، فَقَالَ:
إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْقَتْلَ أَوِ الْفِيلَ، شَكَّ أَبُو عَبْد
اللَّهِ، كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَاجْعَلُوهُ عَلَى الشَّكِّ الْفِيلَ أَوِ
الْقَتْلَ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلُّ لِأَحَدٍ قَبْلِي
وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ
نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا،
وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ،
فَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُعْقَلَ وَإِمَّا أَنْ
يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ:
اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: اكْتُبُوا لِأَبِي فُلَانٍ، فَقَالَ
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّا
نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : إِلَّا الْإِذْخِرَ إِلَّا الْإِذْخِرَ " قَالَ أَبُو
عَبْد اللَّهِ: يُقَالُ يُقَادُ بِالْقَافِ، فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:
أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ، قَالَ: كَتَبَ لَهُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ .
أولاً : علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي ( فضل بن عمرو بن حماد
بن زهير بن درهم ) , وهو يرسل ويدلس , وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( كان
أتقن أهل زمانه ولم يدرك من روى عنه ) , وقال أحمد بن صالح المصري : ( ما رأيت
محدثا أصدق منه ، وكان يدلس ) .
3 ـ شيبان بن عبد الرحمن التميمي , قال فيه زكريا بن
يحيى الساجي : ( صدوق عنده مناكير ، وأحاديثه عن الأعمش تفرد بها ) .
4 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
5 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
6 ـ أبو هريرة , وهو ليس من أصحاب النبي , فليس من
السابقين أو المهاجرين أو الأنصار , فضلاً عن تأخر إسلامه وصغر سنه وإن الرجل
الكبير لا يصاحب صبياً أو غلاماً .
7 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا
بالسماع .
ثانياً : علة المتن : النكارة :
1 ـ نكارة الزعم بنقص القرآن , فالقرآن كاف كامل تام لم
يفرط الله فيه , وهو مبين ومفصل في نفسه ,
وتبيان وتفصيل لكل ما هو ديني , ومن ثم فأي أثر يأتي بأحكام لم ترد في القرآن فهو
يزعم نقصانه لذا وجب الكفر به .
2 ـ مخالفته لآثار النهي عن كتابة الآثار وهدي السلف .
3 ـ نكارة رجوع النبي في قوله , فقد ورد في هذا الأثر : ( فَقَالَ
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّا
نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
إِلَّا الْإِذْخِرَ إِلَّا الْإِذْخِرَ ) .
والسؤال
: هل هذا وحي ؟
لو
كان وحياً لما أخطأ النبي وعمم قوله , ولو كان وحياً ما رجع عن قوله وأباح لليمني
الإذخر .
الرواية
الثانية : صحيح البخاري : (6400)-
[6880] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
رَجَاءٍ حَدَّثَنَا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو
سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ
عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ قَتَلَتْ خُزَاعَةُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ
لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
" إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ
رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا
تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي أَلَا وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ
أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا وَلَا يُعْضَدُ
شَجَرُهَا وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ وَمَنْ قُتِلَ لَهُ
قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إِمَّا يُودَى وَإِمَّا يُقَادُ فَقَامَ رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا
رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اكْتُبُوا
لِأَبِي شَاهٍ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِلَّا الْإِذْخِرَ فَإِنَّمَا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِلَّا
الْإِذْخِرَ " وَتَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ فِي
الْفِيلِ، قَالَ بَعْضُهُمْ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: الْقَتْلَ، وَقَالَ عُبَيْدُ
اللَّهِ: إِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ .
أولاً : علل السند :
علل السند الأول : كما سبق .
علل السند الثاني :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ التعليق .
3 ـ عبد الله بن رجاء الغداني ( عبد الله بن رجاء بن عمر
) , قال ابن حجر في التقريب : صدوق يهم قليلا ، وقال في هدي الساري : لقيه البخاري
وحدث عنه بأحاديث يسيرة .
وقال مصنفو تحرير تقريب التهذيب : ثقة له أوهام .
وقال عمرو بن علي الفلاس : صدوق ، كثير الغلط والتصحيف
ليس بحجة .
وقال يحيى بن معين : في رواية عثمان بن سعيد : شيخ صدوق
لا بأس به ، مرة : كثير التصحيف ، وليس به بأس ، ومرة : ليس من أصحاب الحديث ،
ومرة قال في سؤالات عثمان بن طالوت البصري : كبير التصحيف ، وليس به بأس .
4 ـ حرب بن شداد اليشكري , لم يوثق التوثيق المعتبر , بل
ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير .
5 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
6 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
7 ـ أبو هريرة , كما سبق .
8 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا
بالسماع .
علل السند الثالث :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ التعليق .
3 ـ عبيد الله بن موسى العبسي ( عبيد الله بن موسى بن
باذام , ابن أبي المختار ) , قال فيه يعقوب بن سفيان الفسوي : ( منكر الحديث ) ,
وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة كان يتشيع ) ، وقال في هدي الساري : ( من كبار
شيوخ البخاري سمع من جماعة من لم يخرج له البخاري من روايته عن الثوري شيئا واحتج
به هو والباقون ) , وقال أبو حاتم الرازي : ( صدوق ثقة ، كان أثبت في إسرائيل من
أبي نعيم واستصغر في سفيان الثوري ) ، وقال أيضاً : ( أبو نعيم أتقن منه ) , وذكره
ابن حبان في الثقات وقال : ( كان يتشيع ) , وقال أبو داود السجستاني : ( جاز حديثه
) ، وقال أيضاً : ( كان محترقا شيعيا ) , وقال أحمد بن حنبل : ( صاحب تخليط ، وعاب
عليه غلوه في التشيع مع تقشفه وعبادته ) , وقال الذهبي : ( ثقة أحد الأعلام على
تشيعه وبدعته ) , وقال عبد الباقي بن قانع البغدادي : ( يتشيع ) , وقال محمد بن
سعد كاتب الواقدي : ( ثقة صدوق يتشيع ) .
تنبيه : عبيد الله بن موسى قد استصغروه في سفيان الثوري
, فعبيد الله بن موسى توفي سنة 219 , وسفيان الثوري توفي 161 عن عمر 64 سنة , أي
أن بين موتهما 58 سنة , والسؤال : لماذا لم يستصغره المحدثون في شيبان , ولقد توفي
شيبان سنة 164 , أي أن بين متهما 55 سنة ؟
4 ـ شيبان بن عبد الرحمن التميمي , قال فيه زكريا بن
يحيى الساجي : ( صدوق عنده مناكير ، وأحاديثه عن الأعمش تفرد بها ) .
5 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
6 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
7 ـ أبو هريرة , كما سبق .
8 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا
بالسماع .
ثانياً : علة المتن : النكارة , كما سبق .
الرواية
الثالثة : صحيح مسلم : (2423)-
[1358] حَدَّثَنِي إِسْحَاقَ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي أَبُو
سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:
إِنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ
بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ، فقَالَ: " إِنَّ
اللَّهَ عز وجل حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ
عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ
قَبْلِي، وَلَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي
سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْبَطُ
شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا، إِلَّا
مُنْشِدٌ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا
أَنْ يُعْطَى، يَعْنِي الدِّيَةَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ "، قَالَ:
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالَ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فقَالَ:
اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ "،
فقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي
بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِلَّا
الْإِذْخِرَ " .
أولاً : علل السند :
1 ـ مسلم , وهو مدلس .
2 ـ عبيد الله بن موسى العبسي , كما سبق .
3 ـ شيبان بن عبد الرحمن التميمي , قال فيه زكريا بن
يحيى الساجي : ( صدوق عنده مناكير ، وأحاديثه عن الأعمش تفرد بها ) .
4 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
5 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
6 ـ أبو هريرة , كما سبق .
7 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا
بالسماع .
ثانياً : علة المتن : النكارة , كما سبق .
الرواية
الرابعة : صحيح البخاري : (2266)-
[2434] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " لَمَّا
فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ،
قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ
اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ
وَالْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا
أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي،
فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ
سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ
النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى، وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ ". فَقَالَ
الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَقَامَ أَبُو
شَاهٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ، قُلْتُ
لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ
الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " .
أولاً : علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ الوليد بن مسلم القرشي ( وليد بن مسلم , أبو العباس
) , وهو ضعيف يرسل ويدلس ويسوي , وكان يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم ,
وقد اختلطت عليه أحاديث ما سمع وما لم يسمع .
وهذه
بعض آراء أهل الجرح والتعديل فيه :
ذكره
ابن حبان في الثقات وقال : ( ربما قلب الأسامى وغير الكنى ) , ومرة : وهاه .
وهاه
أبو جعفر العقيلي .
وقال
أبو حاتم الرازي : ( صالح الحديث ) ، وذكره في العلل ، وقال : ( شيخ دمشقي ضعيف
الحديث ) .
وقال
أبو مسهر الغساني : ( كان يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم ) ،
وقال أيضاً : ( كان مدلسا ربما دلس عن الكذابين ) .
وقال
حنبل بن إسحاق : ( سمعت يحيى بن معين يقول : قال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن أبى السفر حديث الأوزاعى ، وكان
ابن أبى السفر كذابا وهو يقول فيها : قال
الأوزاعى ) .
وقال
أبو بكر الإسماعيلى : سمعت من يحكى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أحمد ، وسئل عن الوليد بن مسلم ، فقال : ( كان
رفاعا ).
وقال
أبو بكر المروذى : قلت لأحمد بن حنبل فى الوليد قال : ( هو كثير الخطأ ) .
وقال
مهنا : سألت أحمد عن الوليد ، فقال : ( اختلطت عليه أحاديث : ما سمع وما لم يسمع ،
وكانت له منكرات ، منها حديث عمرو بن العاص : لا تلبسوا علينا ديننا ..... ( بياض ) فى هذا ، عن النبى صلى الله
عليه و آله وسلم ) .
وقال
صالح بن محمد الأسدى الحافظ : ( سمعت الهيثم بن خارجة يقول : قلت للوليد بن مسلم :
قد أفسدت حديث الأوزاعى . قال : كيف ؟ قلت : تروى عن الأوزاعى ، عن نافع ، وعن
الأوزاعى ، عن الزهرى ، وعن الأوزاعى ، عن يحيى بن سعيد ، وغيرك يدخل بين الأوزاعى
وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمى ، وبينه وبين الزهرى إبراهيم بن مرة ، وقرة
وغيرهما ، فما يحملك على هذا ؟ قال : أنبل الأوزاعى أن يروى عن مثل هؤلاء . قلت :
فإذا روى الأوزاعى عن هؤلاء ، وهؤلاء ضعفاء ، أحاديث مناكير ، فأسقطتهم أنت ،
وصيرتها من رواية الأوزاعى عن الثقات ، ضعف الأوزاعى . فلم يلتفت إلى قولى ) .
وقال
أبو الحسن الدارقطنى : ( الوليد بن مسلم يرسل يروى عن الأوزاعى أحاديث عند
الأوزاعى عن شيوخ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعى مثل نافع ، وعطاء ، والزهرى
، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعى عن نافع ، وعن الأوزاعى عن عطاء
والزهرى ، يعنى مثل عبد الله بن عامر الأسلمى ، وإسماعيل بن مسلم ) .
وقال
ابن حجر العسقلاني : ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية ، وقال في هدي الساري : مشهور
متفق على توثيقه في نفسه وإنما عابوا عليه كثرة التدليس والتسوية .
وقال
الذهبـي : ( عالم أهل الشام ، قال ابن المدينى : ما رأيت من الشاميين مثله ، قلت :
كان مدلسا ، فيتقى من حديثه ما قال فيه : عن ) .
وقال
الدارقطني : في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( يرسل ، يروي عن الأوزاعي أحاديثه
عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم مثل نافع وعطاء والزهري ، فيسقط أسماء الضعفاء ،
ويجعلهم عن الأوزاعي عن عطاء يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي ، وإسماعيل بن
مسلم ) .
وقال
الآجرى : ( سألت أبا داود عن صدقة بن خالد
، فقال : هو أثبت من الوليد ، الوليد روى
عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل ، منها أربعة عن نافع ) .
وقال
علي بن المديني : ( ما رأيت من الشاميين مثله ، وقد أغرب الوليد أحاديث صحيحة لم
يشركه فيها أحد ) .
وقال
الحميدى :( قال لنا الوليد بن مسلم : إن تركتمونى حدثتكم عن ثقات شيوخنا ، وإن أبيتم فاسألوا نحدثكم بما
تسألون ) .
3 ـ الأوزاعي ( عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ) , قال فيه
أحمد بن حنبل : ( حديثه ضعيف ) , وقال يحيى بن معين في رواية ابن محرز : ( لا يقول
في العرض إلا أخبرنا ، ولا يقول في السماع إلا حدثنا ) .
4 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
5 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
6 ـ أبو هريرة , كما سبق .
7 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا
بالسماع .
ثانياً : علة المتن : النكارة , كما سبق .
الرواية
الخامسة : صحيح مسلم : (2422)-
[1357] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، جميعا عَنِ الْوَلِيدِ، قَالَ
زُهَيْرٌ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حدثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى
بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ هُوَ
ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عز وجل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ،
قَامَ فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ
اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ
وَالْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهَا لَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا
أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي،
فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ
سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ
النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى، وَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ "، فقَالَ
الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي
قُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "
إِلَّا الْإِذْخِرَ "، فَقَامَ أَبُو شَاهٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ،
فقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ "، قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ
لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
أولاً : علل السندين :
1 ـ مسلم , وهو مدلس .
2 ـ الوليد بن مسلم القرشي , كما سبق .
3 ـ الأوزاعي ( عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ) , قال فيه
أحمد بن حنبل : ( حديثه ضعيف ) , وقال يحيى بن معين في رواية ابن محرز : ( لا يقول
في العرض إلا أخبرنا ، ولا يقول في السماع إلا حدثنا ) .
4 ـ يحيى بن أبي كثير الطائي , وهو كثير الإرسال
والتدليس .
5 ـ أبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف , وحديثه عن
أبيه مرسل , ومن أرسل عن أحد لن يستنكف أن يرسل عن آخر .
6 ـ أبو هريرة , كما سبق .
ثانياً : علة المتن : النكارة , كما سبق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق